تتطلع الجماهير العُمانية إلى مواجهة مرتقبة وثأرية بين منتخبها صاحب الأداء القوي والزاحف بقوة تجاه كأس البطولة، وبين المنتخب القطري بطل البطولة قبل الماضية، والذي تأهل إلى نصف النهائي في اللحظات الأخيرة من مباراته أمام اليمن، وذلك عندما يتواجه المنتخبان في الدور نصف النهائي ضمن بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة التي تستضيفها عُمان حتى السابع عشر من الشهر الحالي.
ويخوض المنتخب العُماني اللقاء بعزيمة قوية للتأهل للمباراة النهائية للبطولة الثالثة على التوالي، وهو بالتأكيد يدرك أنه سيواجه صعوبة كبيرة أمام المنتخب القطري الذي استطاع أن يفرض التعادل من قبل على المنتخب السعودي بكل ما يملكه من أسلحة هجومية في الدور الأول، كما تمكن القطريون من إسقاط الأبيض الإماراتي في فخ التعادل أيضاً، وهو بالتأكيد ما سيسعى المنتخب العُماني إلى تلافيه في مواجهة نصف النهائي.
كتيبة النجوم
ولا نبالغ إذا قلنا أن المنتخب العُماني يمتلك كتيبة تتكون من أبرز نجوم البطولة في مقدمتهم الحارس الكبير علي الحبسي الذي أدى المباريات السابقة بمستوى عال ومبهر وتمكن من الحفاظ على شباكه نظيفة ومن صد ركلة جزاء في مباراة العراق في الدور الأول.
وأمام الحبسي يوجد خط دفاع متماسك يمتاز بقلة أخطائه وبضغطه القوي على لاعبي المنتخب المنافس بقيادة محمد ربيع ومحمد البلوشي، إضافة إلى أحمد مبارك كانو لاعب الوسط المدافع، أما خط الوسط فهو يمثل القوة والثقل الحقيقي للمنتخب العُماني، وأحد أهم عوامل تفوق في المباريات السابقة بقيادة النجم فوزي بشير أفضل صانع ألعاب في الدور الأول، إضافة إلى اللاعب المتحرك بدر الميمني وإسماعيل العجمي الذي يجيد الاختراق من الأطراف.
ويمتلك كلود لوروا مدرب عُمان في الهجوم اثنين من أخطر وأهم المهاجمين في البطولة، وهما حسن ربيع هداف البطولة حتى الآن برصيد ثلاثة أهداف إضافة إلى عماد الحوسني نجم المنتخب العُماني وهدافه الأول في السنوات الأخيرة.
ويمتلك العُمانيون أيضاً أوراقاً بديلة هامة في كرسي البدلاء من الممكن أن يدفع بها لوروا في أي وقت مثل المهاجم هاشم صالح والمدافع المخضرم أحمد حديد الذي قد تشهد مباراة عُمان القادمة أول مشاركة له في البطولة، بالإضافة إلى سلطان الطوقي الذي كثيراً ما يدفع به المدرب الفرنسي في الشوط الثاني.
ولا شك أن المنتخب العُماني يمتلك فرصة ذهبية للفوز باللقب لأول مرة في تاريخه، خاصة وأنه يمتلك جيلاً موهوباً من اللاعبين قد لا يتكرر بسهولة، وهو ما أعلنه كلود لوروا صراحة عندما أفصح أنه عندما جاء لتدريب المنتخب العُماني وجد جيلاً رائعاً من اللاعبين جاهز للمنافسة على أية بطولة يشارك فيها.
العنابي والعقم الهجومي
وعند التطرق إلى الحديث عن المنتخب القطري فإننا في البداية لا نستطيع أن نتغاضى إطلاقاً عن العقم التهديفي الخطير الذي أصبح يعاني منه المنتخب القطري في الفترة الأخيرة، فمنذ أن تولى الفرنسي برونو ميتسو تدريب العنابي، خاض الفريق خمس مباريات رسمية أمام كل من استراليا واليابان في تصفيات كأس العالم والسعودية والإمارات واليمن في كأس الخليج، ولم يستطع اللاعبون خلال هذه اللقاءات إلا التسجيل في مباراة اليمن فقط، وهو ما يعد مؤشراً خطيراً في المباراة القادمة أمام عُمان، لأنه من المفترض وبالقياس بتكتيك ميتسو وأدائه في المباريات الماضية أمام السعودية والإمارات، فإن القطريين سيواجهون المنتخب العُماني بتحفظ دفاعي وبكثافة عددية في وسط الملعب لتقييد حركة مهاجمي أصحاب الأرض، مع الاعتماد على هجمات خاطفة وسريعة لتهديد مرمى الحارس العُماني علي الحبسي.
وهو ما يعني أن المنتخب القطري مطالب بالتسجيل من أقل الفرص، عكس ما حدث في المباريات السابقة خاصة في مباراة الإمارات التي سيطر فيها المنتخب القطري وكان هو الأفضل بفضل انطلاقات وتحركات لاعبيه خلفان إبراهيم وحسين ياسر، إلا أن جميع الفرص أُهدرت بسبب اعتماد ميتسو على مهاجم واحد فقط هو سبستيان سوريا، غير الموفق والبعيد عن مستواه حتى الآن.
وعلى الرغم من ذلك، فإن مباريات المنتخب القطري في الدور الأول شهدت العديد من الإيجابيات أهمها ثبات أداء المدافعين وتقارب جميع الخطوط، وقدرة لاعبي العنابي على التحكم في وتيرة وسرعة اللعب وهو ما وظهر على الأخص في مباراة السعودية، أفضل مباريات المنتخب القطري في الدور الأول، كما أن المباريات السابقة في الدور الأول شهدت عودة كلاً من خلفان إبراهيم وحسين ياسر إلى خطورتهما ومستواهما المعهود، والأخير من المتوقع أن يشارك في مباراة عُمان بعد أن تمت إراحته تماماً في مباراة اليمن الماضية، حتى يتعافى من الإصابة التي لحقت به في منتصف الشوط الثاني من مباراة قطر والإمارات.
كما أن تأهل المنتخب القطري إلى نصف النهائي جاء بعد إصرار واضح لا بد أن يحترم، إذ تحقق بعد أن أحرز مجدي صديق هدف الفوز أمام اليمن في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع.
المواجهات السابقة
والتقى المنتخبان من قبل في 16 مباراة خلال مشاركتهما السابقة في كأس الخليج، فاز المنتخب القطري في 13 مباراة بينما فازت عُمان في ثلاث فقط، وأحرز المنتخب القطري 36 هدفاً ودخل مرماه 15 هدفاً عُماني.
والمثير أن أول فوز حققه المنتخب العُماني في تاريخ مشاركاته في كأس الخليج كانت على حساب المنتخب القطري، في المباراة التي جرت بين المنتخبين في كأس الخليج التاسعة التي نظمت في السعودية في العام 1988.
وفي النهاية فإن المباراة القادمة بين المنتخبين تعتبر مباراة ثأرية لأن آخر لقاء بينهما كان في نهائي كأس الخليج السابعة عشرة والتي حصل على لقبها المنتخب القطري بعد أن تغلب على عُمان في المباراة النهائية (6-5) بركلات الترجيح.